بورصة الخصومات وتلعيب الصيدليات
بيتفاجئ الصيدلي بعد ما بيتخرج من كليته ويبدأ يمارس عمله في صيدلية عامة بمجموعة حاجات – أولها إن مفيش علاقة واضحة بين اللي درسه خمس سنين في الكلية وبين الشغل اللي بيمارسه في صيدلية من المفروض إنها بتلبي احتياجات الناس من الأدوية المطلوبة بالسعر اللي الحكومة محدداه واللي مطبوع طباعة على كل علبة دوا..
الحاجة التانية إنه لما بيحاول
يمارس عمله اعتمادا على علم الصيدلة الأساسي – اللي هو علم الأدوية يعني – ممكن يصطدم
بردود أفعال ما تمشيش من الناحية العلمية مع مواصفات الدوا – مثلا ييجي مريض ضغط
يشتكي إن الدوا اللي خده عشان ينزّل له الضغط (ما عملش حاجة) والعيب على اللي
اداله الدوا.. طيب هو الصيدلي مغسّل وضامن جنة؟ ماشي.. قوم الصيدلي ينصح المريض
بأنه يرجع تاني للدكتور اللي وصف له الدوا.. يكون الرد (لأ.. رجّع لي الدوا.. مش مناسبني..
إنتوا الدوا بتاعكم مش تمام!) وطبعا ده كلام يفوّر دم أي واحد في أي صيدلية، ده
غير إن علبة الدوا المقصودة بتكون اتفتحت والعيان أخد منها كام قرص قبل ما يجيبها
وييجي زعلان على الصيدلية..
الحاجة التالتة إن بعض الزباين لو
رِضْيِتْ عن الدوا ولقيت حاجتها اللي عايزاها موجودة والمسائل تمام تبدأ تتكلم في موضوع
غريب جدا (عايزين خصم على الدوا..)! يا أستاذ الدوا متسعر والحكومة هي اللي عاملة له
تسعيرة – أديك خصم إزاي بس؟ ويبدأ فاصل من الفصال وكأننا في سوق الخضار مش في
صيدلية واللي فيها عايزين يشتغلوا من غير شوشرة..
وممكن أوي يعلى صوت الزبون
ويحلف حلفان مغلظ إن (الصيدلية الفلانية بتديني خصم وأنا بس قلت أجربكم المرة
دي..) ويحاول الصيدلي إقناع الزبون بإن الموضوع مش زي ما هو فاهم، ويمكن الزبون
بعدها ياخد الدوا بعد ما يكون ادى الصيدلي اللي واقف كام كلمة ف جنابه، أو إنه
يسيب الصيدلية وهو بيقول اللي نِفْسه فيه لأنه ما أخدش الدوا بالسعر اللي هو
عايزه..
طبعا الكلام ده مش هو العادي في
شغل الصيدليات – بس العشم بيبقى زيادة شوية أحيانا - ومع كترة الصيدليات تلقى ناس بتقول
لنفسها أجرب يمكن تصيب..
ينفع بأه بعد ده كله إن واحد
يخش ياخد حاجة مثلا بخمسة جنيه ويقول بِعِزْمه وقت الدفع (فين الخصم)؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق