الثلاثاء، 29 مايو 2012

بورصة الخصومات وتلعيب الصيدليات


 بورصة الخصومات وتلعيب الصيدليات

 

بيتفاجئ الصيدلي بعد ما بيتخرج من كليته ويبدأ يمارس عمله في صيدلية عامة بمجموعة حاجات – أولها إن مفيش علاقة واضحة بين اللي درسه خمس سنين في الكلية وبين الشغل اللي بيمارسه في صيدلية من المفروض إنها بتلبي احتياجات الناس من الأدوية المطلوبة بالسعر اللي الحكومة محدداه واللي مطبوع طباعة على كل علبة دوا..

الحاجة التانية إنه لما بيحاول يمارس عمله اعتمادا على علم الصيدلة الأساسي – اللي هو علم الأدوية يعني – ممكن يصطدم بردود أفعال ما تمشيش من الناحية العلمية مع مواصفات الدوا – مثلا ييجي مريض ضغط يشتكي إن الدوا اللي خده عشان ينزّل له الضغط (ما عملش حاجة) والعيب على اللي اداله الدوا.. طيب هو الصيدلي مغسّل وضامن جنة؟ ماشي.. قوم الصيدلي ينصح المريض بأنه يرجع تاني للدكتور اللي وصف له الدوا.. يكون الرد (لأ.. رجّع لي الدوا.. مش مناسبني.. إنتوا الدوا بتاعكم مش تمام!) وطبعا ده كلام يفوّر دم أي واحد في أي صيدلية، ده غير إن علبة الدوا المقصودة بتكون اتفتحت والعيان أخد منها كام قرص قبل ما يجيبها وييجي زعلان على الصيدلية..

الحاجة التالتة إن بعض الزباين لو رِضْيِتْ عن الدوا ولقيت حاجتها اللي عايزاها موجودة والمسائل تمام تبدأ تتكلم في موضوع غريب جدا (عايزين خصم على الدوا..)! يا أستاذ الدوا متسعر والحكومة هي اللي عاملة له تسعيرة – أديك خصم إزاي بس؟ ويبدأ فاصل من الفصال وكأننا في سوق الخضار مش في صيدلية واللي فيها عايزين يشتغلوا من غير شوشرة..

وممكن أوي يعلى صوت الزبون ويحلف حلفان مغلظ إن (الصيدلية الفلانية بتديني خصم وأنا بس قلت أجربكم المرة دي..) ويحاول الصيدلي إقناع الزبون بإن الموضوع مش زي ما هو فاهم، ويمكن الزبون بعدها ياخد الدوا بعد ما يكون ادى الصيدلي اللي واقف كام كلمة ف جنابه، أو إنه يسيب الصيدلية وهو بيقول اللي نِفْسه فيه لأنه ما أخدش الدوا بالسعر اللي هو عايزه..

طبعا الكلام ده مش هو العادي في شغل الصيدليات – بس العشم بيبقى زيادة شوية أحيانا - ومع كترة الصيدليات تلقى ناس بتقول لنفسها أجرب يمكن تصيب..

ينفع بأه بعد ده كله إن واحد يخش ياخد حاجة مثلا بخمسة جنيه ويقول بِعِزْمه وقت الدفع (فين الخصم)؟

الأربعاء، 23 مايو 2012

التطور الطبيعي لثقافة البديل


التطور الطبيعي لثقافة البديل

هاحكي لكم حكاية حصلت في التمانينات، بعد ما اتخرجت بحوالي سنتين أو أقل شوية، كنت وقتها باشتغل في صيدلية في منطقة حدودية بين حي شعبي وحي كلاس، المهم جاتلي وصفة فيها دوا مكتوب فصرفته..

 بعد شوية جاتلي الست اللي كانت بعتت الوصفة مع الواد أو البت وف إيدها الوصفة والدوا اللي أنا صرفته من شوية وعلبة دوا تانية فاضية وهي بتتنفض من الغضب، الست كانت من المنطقة الشعبية وكان واضح إنها يا إما مليانة مني على حاجة أنا مش عارفها، يا إما حد سخنها علي لسبب أنا مش عارفه..

كنت لسه واصل الصيدلية ماليش نص ساعة ولسه مش في مود جرّ الشّكَل، الست رمت الحاجة اللي ف إيدها قدامي على المكتب بنرفزة وهي بتبرطم بكلام ما فهمتوش من أول مرة، قلت لها وانا بحاول أركز معاها: إيه؟ فيه إيه؟ قالت لي بنرفزة برضه: أنا مش عايزة بديل الدوا.. أنا عايزة الدوا الأصلي.. وورتني العلبة التانية الفاضية اللي ف إيدها..

من غير ما اشعر – ومع قلة الخبرة واندفاع الشباب – حسي علي عليها وانا باقول لها: الدوا اللي أنا مديهولك هو المكتوب في الوصفة... مين قال لك إنه بديل؟ اللي معاكي ده – وأنا باشاور لها على العلبة الفاضية اللي في إيدها – هو ده البديل..

الست بقت في نص هدومها، ومبقتش عارفة تقول لي إيه.. خدت نفسها بالراحة كده وانسحبت من ميدان المعركة – الصيدلية يعني – بهدوء... وروحت..

ليه أنا ما نسيتش الحادثة القديمة دي؟ مش لأني كنت على حق.. بس لأني بعديها ضميري وجعني إني ماحاولتش أعامل الزبونة المتنرفزة دي بلطف حتى مع كونها غلطانة، طبعا الدوا محل الخلاف كانت إقراص ضد الترجيع – القئ يعني – مش حاجة كبيرة، بس شعوري بأني كنت على حق ماساعدنيش كتير في إني أنسى الست الغلبانة المحترمة اللي افتكرت إني اديتها بديل..

من كام أسبوع.. دخل واحد صيدليتي يسأل عن دوا ناقص، وكان الدوا موجود عندنا فصرفناه له، الراجل بان عليه الإنبساط كده وانفرجت أساريره.. الصيدلي الواقف سأله: هو انت بتلف على الدوا بقالك كتير؟ الراجل قال: رحت قبليكم لاتنين وعشرين صيدلية..

الحادثتين دول مع البعد الزمني الواسع جدا بينهم بيقولوا حاجة مهمة قوي، يا إما المصريين فعلا غاويين يعذبوا نفسيهم من غير لازمة بالتدوير على دوا شاحح واقتناعا منهم بكلام الدكتور اللي ممكن – ومش بالضرورة – يكون قال للعيان (ما تسيبش حد يضحك عليك ويديك بديل)، يا إما إن الدوا الشاحح أو الناقص اللي العيان أو أهله بيقعدوا يدوخوا عليه السبع دوخات ده دوا (سحري) بيعمل عمايل وبيسوي هوايل، بس الصيادلة – أهل الدوا وأصحاب أسراره – مش عارفين الحقيقة دي..

ويبقى الدوا الأصلي سيد الموقف في زمن العلاج بالخلايا الجذعية والجرحات الميكروسكوبية والتنظيرية وعلاج الجنين قبل ما يتولد...إلخ - لحين استيعاب المجتمع إن الدوا الأصلي مش سحر ولا اختراع.. الدوا الأصلي له أكتر من بديل فعال وكلهم بيأدوا نفس الغرض.. بس المهم في الآخر بعد كل ده إن ربنا يكرم العيان بالشفا، وسبحان من جعل لكل داء دواء!

الاثنين، 21 مايو 2012


لماذا ندون؟


هدف هذه المدونة موجه إليك، هدفها أن تعطيك معلومة قد تكون بحاجة إليها، أن تتواصل معك فيما يخص صحتك، وفيما يهمك أن تعرفه عن الدواء الذي تتناوله، أو عن استفسار عن دواء ما...

لا تهدف هذه المدونة إلى الترويج التجاري، فقط تهدف إلى نشر وعي ثقافي نرى أن المجتمع يفتقده ويحتاج إليه..

تابع الموضوعات المطروحة ولاتبخل برأيك